تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله ورعاه والسلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عُمان أقيم ظهر اليوم حفل افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية وذلك بولاية الدقم بسلطنة عمان.
وقد وصل الموكب المقل لسموه حفظه الله ورعاه والسلطان المعظم إلى موقع حفل الافتتاح حيث أقيم استقبال شعبي شارك فيه عدد من أهالي وأبناء محافظة الوسطى قدموا خلاله مجموعة من الفنون العمانية.
وكان في استقبال سموه رعاه الله والسلطان المعظم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط د. عماد العتيقي ووزير المالية بسلطنة عُمان سلطان الحبسي وعدد من السؤولين من الجانب الكويتي والعماني. وفي مستهل الحفل تم عرض فيلم حول المشروع والذي يُعد أكبر مشروع استثماري في قطاع المصافي والبتروكيماويات حيث سلّط الضوء على الدور الحيوي للشراكة الكويتية العمانية في رحلة المصفاة نحو الرخاء.
وقد ألقى رئيس جهاز الاستثمار العماني عبدالسلام المرشدي كلمة هذا نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى من اتبعه إلى يوم الدين مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارقٍ المعظم. حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
حفظكما الله ورعاكما وسدد على طريق الخير مسعاكما.
أيها الحضور الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وإنها لسعادة غامرة أن تحتفي فيها سلطنة عمان بجانب دولة الكويت الشقيقة بهذا المشروع المشترك بينهما والذي يأتي تجسيداً للعلاقات المتجذرة بين البلدين منذ القدم.
فمنذ أن مخرت السفن العمانية عباب البحار كانت بوصلتها تُشير إلى شقيقتها الكويت فأشرعت تستبق الخطى إلى موانئها وهناك تجسدت معاني التعاون والتآلف بين الإنسان العماني والكويتي وغدت أنموذجاً يُحتذى به بين دول العالم المختلفة.
واليوم تسر الأعين وتبتهج الأنفس أن ترى العماني مع شقيقه الكويتي يعملان في مكان واحد يواصلان هذه المسيرة التاريخية المجيدة لتكون إرثاً خالداً للأجيال القادمة يسترشد به على طريق السعي نحو الازدهار والتقدم.
وتتويجاً لهذا الإرث المشترك وتعزيزاً لأواصر الصداقة المتجذرة، فقد تكاتفت جهود الجانبين للعمل على مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية وهو أكبر مشروعٍ استثماري بين دولتين خليجيتين في قطاع المصافي والبتروكيماويات بتكلفة جاوزت ثلاثة ونصف مليار ريال عماني «أي ما يُعادل تسعة مليارات دولار أمريكي». وتُعد المصفاة أول مصفاة خليجية تعتمد على النفط الخام المستورد في عملياتها ويتوقع أن تسهم في رفع إجمالي الطاقة التكريرية لسلطنة عُمان إلى 500 ألف برميل يومياً بزيادة تبلغ 230 ألف برميل يومياً.
أيها الحفل البهيج.. لقد تشرف هذا المشروع بأن وضع حجر أساسه جلالة السلطان هيثم بن طارقٍ -أيده الله- في عام 2018م واليوم نرى حصاد الجهد ونتاج البذل فبارك الله المساعي وسدد الجهود فعلى الرغم من أن العالم قد عصفت به خلال هذه السنوات مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية وغيرها إلا أن الإصرار الذي تلين أمامه الصعاب والهمم الوقادة للعاملين على المشروع جاوزت كل تلك التحديات فعملت بجد واجتهاد للوصول إلى هذا اليوم. يقع المشروع في منطقة الدقم الاقتصادية والتي -لا يُخفى على أحد مدى أهميتها الاستراتيجية لما تتميز به من موقع متفرد ولما تمتلكه من مقومات وحوافز تجعلها منطقة جذابة للاستثمارات.
وفي هذا الإطار نوجه خالص الشكر للهيئة العامة للمناطق الاقتصادية والمناطق الحرة على ما قدمته خلال الفترة الماضية من جهود أسهمت في إنجاح المشروع وإتمامه.
وتزامناً مع افتتاح مصفاة الدقم فإننا كذلك نحتفي بإتمام مشروع «مرافق» الذي يدعم عمليات المصفاة فيما يخص تزويدها بالطاقة والماء باستثمار بلغ 196 مليون ريال عماني وقد أنجزت الشركة ما عليها في الوقت المحدد فلها خالص التقدير.
كما نُثمن دور الشركة العمانية للصهاريج والتي سعت سعياً دؤوباً لإنجاز ما عليها حيث إنها ترفد أعمال المصفاة فيما يخص تخزين النفط في رأس مركز باستثمارٍ قدره مئتا مليون ريال عماني.
وختاماً فإننا نقدم خالص الشكر والثناء لشركة البترول الكويتية العالمية المملوكة لدولة الكويت الشقيقة ولمجموعة أوكيو المملوكة لسلطنة عُمان على نتاج جهودهم التي نشهدها اليوم فنهضتا بهذا الواجب الوطني خير نهوض.
سائلين الله العلي القدير أن يسبغ على البلدين عظيم نعمائه وعطائه ويحوطهما بحصين حفظه ويمدهما بكريم أفضاله إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».