دعت خطبة الجمعة، التي يلقيها خطباء المساجد في البلاد اليوم، إلى نصرة الأشقاء الفلسطينيين في مواجهتهم أعتى الأسلحة والأساطيل والطائرات، مؤكدة أنه «أصبح لزاماً على المسلمين في المشارق والمغارب أن ينصروهم، ويقدموا لهم ما يستطيعون من دعم ومدد».
وشددت الخطبة التي عمّمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على المساجد، على أن «من الواجب على الدول والشعوب والمؤسسات الدولية المسارعة إلى إنهاء هذه الهجمة الغاشمة الظالمة، ورد هذا العدوان الهمجي السافر، والسعي الحثيث لتحرير المقدسات ورد الحق السليب إلى أهله، وتحريم الدماء وإدانة المعتدين دون تحيز وتعصب».
وأكدت أن «أهلنا في فلسطين يسطرون الآن أعظم ملاحم البطولة والفداء، والشهامة والإباء، يجابهون أعتى الأسلحة والأساطيل والطائرات بقلوب ملؤها الإيمان، وعزيمة تأخذ إصرارها من الواحد الديان، يخوضون غمار الموت غير مترددين لأنهم مظلومون مضطهدون يدافعون عن وطنهم ومقدساتهم ونسائهم وأطفالهم وبيوتهم وأعراضهم».
وأضافت ان هؤلاء الرجال «يطلبون الجنة ويتاجرون بالآخرة، وقلوبهم عامرة باليقين، يحرصون على لقاء الله تعالى أو إحراز النصر المبين، يعلمون علم اليقين أن قتلاهم شهداء عند رب العالمين، أحياء في جناته يرزقون، سعداء بجوار الأكرمين من النبيين والصديقين والصالحين، وأن قتلى عدوهم في جهنم مكبوتون بلظاها معذبون. ويعلمون أيضا: أن جرحاهم من المأجورين وجرحى عدوهم من المذمومين المدحورين. وإننا لعلى ثقة ويقين بالنصر والظفر والتمكين، كما أخبرنا الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم».
ولفتت إلى أن «الله تعالى شرّف الأمة الخيرة بالقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، في البقعة التي بارك الله فيها، وإن لفلسطين والقدس والمسجد الأقصى مكانة سامقة في ديننا، ومنزلة شامخة في قلوبنا، فالمسجد الأقصى مسرى نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، ومنه عرج به إلى السماء، وصلى فيه إماماً بالأنبياء، كما أنه أول قبلة للمسلمين، وإليه تحن قلوب المؤمنين، تضاعف فيه الصلوات، ويتقرب فيه إلى الله بسائر الطاعات».
وتابعت أن «فلسطين وما حول المسجد الأقصى من أرض مباركة مكلوءة بحمى الرحمن، وتحرسها الملائكة، ومن حقها أن تفدى بالنفس والنفيس، وأن يبذل لها الغالي والرخيص، لتخلص من براثن اليهود المعتدين، وتطهر من دنس الصهاينة الغاصبين، الذين ما برحوا يدنسون المقدسات، وينتهكون الحرمات، ويبذلون قصارى جهدهم لطمس معالم القدس الشريف، ونسف تاريخه المنيف، ودفن الحقائق المشرقة. فمازال اليهود في طغيانهم يعمهون، وفي غيهم يتطاولون وفي بقاع فلسطين المباركة يفسدون، مما دعا إخوتنا وأخواتنا ليقوموا قومة المجاهدين الأبطال، يدفعون عن أنفسهم وأهليهم وديارهم بعض العدوان، متسلحين بالإيمان والتوكل على الواحد الديان، لا يهتكون الحرمات، ولا يقتلون المدنيين المسالمين، والأطفال الآمنين، كما يفعل الصهاينة المجرمون، من قصف وتدمير، وقتل وتهجير، دونما تمييز بين بشر وحجر، ولا طفل وامرأة، ومسن وعاجز».
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.