أعرب الكاتب ورجل الأعمال الكويتي علي عباس النقي عن إيمانه العميق بأن الكويت تقف على أعتاب عصرٍ جديد يشهد انبعاث أمجادها تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين سمو الشيخ صباح الخالد -حفظهما الله ورعاهما-. وأكد أن الإصلاحات الشاملة التي تشهدها البلاد تمثل خطواتٍ ثابتة في مسيرة النهضة التي ستعيدها إلى مكانتها الريادية.
وعبّر النقي في تصريح صحافي، عن فخره بتاريخ الكويت الزاخر بالإنجازات منذ استقلالها عام 1961. فقد كانت مثالاً يُحتذى به في المنطقة، مُحققة إنجازات اقتصادية راسخة. وأبرز أن الدينار الكويتي، بقيمته العالية واستقراره، أصبح رمزاً لهذه القوة، حيث يرتبط بسلة من العملات العالمية المؤثرة، بما في ذلك عملات مجموعة السبع G7، إضافة إلى الدولار الأميركي الذي يمثل مقياساً لسعر الصرف وسعراً لبرميل النفط.
وأضاف النقي أن الكويت لعبت دوراً ريادياً في دعم استقرار أسواق الطاقة العالمية من خلال مساهمتها الفاعلة في تأسيس منظمات دولية مثل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) والتي تتخذ البلاد مقراً لها، ما عزز مكانتها كلاعبٍ أساسي.
وتابع النقي حديثه عن الإسهامات الثقافية للكويت، مشيراً إلى أنها كانت منارةً للثقافة العربية، حيث شيّدت صروحاً فكرية شامخة مثل مجلة «العربي» التي انطلقت عام 1958، وشكّلت نبراساً للنهضة الأدبية والمعرفية. كما أن نظام التعليم جعلها قبلة للطلاب من مختلف أنحاء الخليج العربي، الأمر الذي أسهم في إعداد أجيال من القادة والمفكرين الذين نهضت بهم أوطانهم. ولم تكن بمنأى عن ذاكرة الأمم القريبة، فقد ظلت حاضرةً في تاريخ المنطقة بإنجازاتها وإرثها الثقافي.
واستطرد نحو الإنجازات الرياضية القديمة، بدءاً من تأهل الكويت لكأس العالم عام 1982، وصولاً إلى استضافتها بطولات ومناسبات مهمة، مثل المباراة الشهيرة بين نادي القادسية وسانتوس البرازيلي، التي شهدت حضور «الجوهرة السوداء» بيليه عام 1973 على ملعب ثانوية الشويخ.
وأشار إلى أن الكويت لم تكن بمنأى عن التحديات في العقدين الماضيين، حيث واجهت أزمات وصراعات سياسية متكررة وانحرافات شابت العملية الديمقراطية، مما حال دون استكمال العديد من المشاريع الحيوية وعرقل التنمية المنشودة، إلا أنها تعيد بناء نفسها على أسسٍ راسخة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح -حفظه الله- ، الذي يقود مسيرة إصلاحات واسعة تهدف إلى تصحيح المسار ومحاربة الفساد وتعزيز الأمن والاستقرار الداخلي.
وأضاف النقي أن سموه -رعاه الله- وبتأييد شعبي واسع، يسعى بحزم إلى ترسيخ الحريات وصونها، مع إعادة إحياء الممارسة الديمقراطية بروحٍ صافية تتماشى مع تطلعات الوطن، وفي إطار هذه الجهود، يعمل سموه على تصحيح ما شاب الدستور من سوء فهمٍ وتفسيرٍ وتطبيق لدى البعض، ليعيد بريقها الأصيل ويضمن استقامة مسارها لصالح البلاد وأبنائها.
وفي مجال حقوق الإنسان، أكد النقي أن الكويت كانت وما زالت رائدة في الدفاع عن حقوق الإنسان على الصعيدين الإقليمي والدولي، دون تمييز في اللون أو العرق أو الدين. وقد تميزت بهذا الملف الإنساني، مقدمة المساعدة والرعاية لكل من يستحقها. ورغم المصيبة الكبرى التي حلت بها جراء الغزو العراقي الغاشم في أغسطس 1990، فإن الكويت لم تتخل عن نهجها في رفع الظلم عن بني البشر، وقد استندت إلى المبادئ الربانية الراسخة في هذا الشأن انطلاقا من قوله تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً».
وختم النقي مبدياً ثقته الراسخة بأن الكويت تخطو بثبات نحو استعادة أمجادها وبريقها الساطع كما كانت في ذروتها، مؤكداً أن الحاضر والمستقبل يحمل لها عهداً جديداً من الازدهار تحت قيادة سمو الأمير وولي عهده الأمين.