تطرّقت وكالة «ستاندرد آند بورز كوموديتيز آت سي» في أحدث تقاريرها إلى مشروع مصفاة الدقم الذي تتشارك فيه مناصفة الكويت وعُمان، وجرى افتتاحه أول من أمس.
وذكرت الوكالة أن المشترين بدأوا بالتزاحم على منتجات مصفاة الدقم التي استغرق إنشاؤها 6 سنوات، وهي الأحدث بين مصاف عدة افتُتحت في الشرق الأوسط أخيراً، وتتمثل أبرز منتجاتها في المقطرات الخفيفة إلى المتوسطة، والنافثا، ووقود الطائرات النفاثة، والديزل، وغاز النفط المسال، فيما تحتوي على وحدة تكسير هيدروجيني، ووحدة لإزالة الكبريت بالهيدروجين، ووحدة للتفحيم المتأخر، وأخرى لاستخراج الكبريت، ووحدة لتوليد الهيدروجين، ووحدة للمعالجة بالميروكس.
وحسب معلومات «ستاندرد آند بورز كوموديتيز آت سي» فإن وجهة منتجات المصفاة ستكون الولايات المتحدة وإيطاليا وهولندا والأورغواي ومدغشقر والصين. وكانت المصافي في المنطقة تركز في الآونة الأخيرة على زيادة الصادرات إلى أوروبا من الديزل لملء الفجوة الناجمة عن قرار الاتحاد الأوروبي بحظر المنتجات النفطية الروسية بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
ووقّعت المصفاة عقوداً مع مورّدين محليين بقيمة 2.4 مليار دولار، تمثلت في الإنفاق على الخدمات المحلية بـ1.7 مليار، وإنفاق نحو 534 مليوناً على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، و182 مليوناً لشراء منتجات مصنّعة في سلطنة عمان، حسب ما أعلنه رئيس مجلس إدارة شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية هلال الخروصي.
وكشفت «مؤسسة البترول» عن أن المصفاة تنتج 300 ألف برميل يومياً، وصدّرت نحو 73 شحنة، فضلاً عن استقبالها 18 شحنة من النفط الخام.
وبدأت فكرة افتتاح «الدقم» قبل أكثر من 13 عاماً، وجرى إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع في 2011 مروراً بتوقيع شركة النفط العمانية «أوكيو» اتفاقية شراكة مع شركة البترول الكويتية العالمية في 2017، لإنشاء المصفاة ومجمع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 50 في المئة لكل طرف.
وتأسست المصفاة على مساحة تقدر بـ900 هكتار – وحدة مساحة تستخدم لقياس المساحات وتساوي 10 آلاف متر مربع – ويُقدر حجم الاستثمار بها بـ9 مليارات دولار.
ويقول دونغ وانغ المحلل في «ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس» إن دخول مصفاة الدقم مرحلة الإنتاج يمثل نهاية للموجة الحالية من توسع المصافي الخضراء في الشرق الأوسط.
وأضاف أن إنتاج «الدقم» سيزيد إلى حد كبير من قدرة عُمان على تصدير الديزل واستخدام موقعها الإستراتيجي لتغطية الشرق والغرب، وبشكل خاص سوق آسيا الناشئة.
وتعد «الدقم» ثاني مصفاة في المنطقة تحتفل بمناسبة خاصة هذا الأسبوع بعد احتفال الكويت ببلوع إنتاج مصفاة الزور العملاقة يوم 4 فبراير ذروة استطاعتها البالغة 615 ألف برميل يومياً، وذلك بعد أربع سنوات من الاختبارات لإنشاء أضخم مصفاة في الشرق الأوسط. وفي حين أن مصفاة الزور مصممة لمعالجة أنواع مختلفة من النفط الكويتي الخام، فإن «الدقم» مخصصة لمعالجة خلائط ودرجات عدة من النفط الخام العماني.
ويتصف مزيج الخام العماني المعد للتصدير بنسبة 1.29 في المئة من الكبريت وبكثافة API 33.2، في حين أن خام النفط الكويتي المعد للتصدير يحتوي على كبريت بنسبة 2.6 في المئة وبكثافة API 30.5.
وتوصف مصفاة الدقم التي بلغت تكلفتها 9 مليارات دولار بأنها أضخم استثمار من نوعه بين بلدين خليجيين، وهي تقع على ساحل عمان الشرقي ما يؤهلها لاستغلال طرق الملاحة العالمية الرئيسة في المحيط الهندي وبحر العرب.
الصين أكبر مشترٍ للخام العماني
تشكّل الصين المشتري الرئيس للنفط الخام العماني وهي في كثير من الأحيان تستورد أكثر من 90 في المئة من صادرات عمان النفطية. وفي نوفمبر 2023 ارتفع إجمالي الصادرات من مصفاة الدقم إلى 197 ألف برميل يومياً من 19 ألف برميل يومياً في فبراير 2022. وتبلغ الطاقة الانتاجية للمصفاة 230 ألف برميل يومياً مع التركيز على نواتج التقطير المتوسطة مثل وقود الطائرات ونفط الغاز والديزل.