ارتفعت أسعار النفط، أمس، على خلفية رفض الكيان الصهيوني مقترحاً من حركة حماس لوقف إطلاق النار، فيما تتواصل المحادثات لمحاولة إنهاء الصراع الدائر في غزة والتوترات في الشرق الأوسط بشكل عام، والتي تلقي بظلالها على السوق منذ أكتوبر.
كما دعمت مؤشرات على قوة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة الاتجاه الصعودي للسوق هذا الأسبوع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتاً بما يعادل 0.72 في المئة إلى 79.78 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 47 سنتاً أو 0.64 في المئة إلى 74.33 دولار للبرميل، وبذلك يقترب برنت من مستوى 80 دولاراً للبرميل مرة أخرى بعد أن أنهى الجلسات الثلاث السابقة على ارتفاع.
ورفض رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أحدث مقترح من حماس لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إنه لا يزال هناك مجال للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق.
مخزونات أميركا
وفي ما يتعلق بالطلب، أظهرت بيانات نُشرت أول من أمس تراجعاً بأكبر من المتوقع في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة ما واصل دعم السوق، وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات البنزين انخفضت 3.15 مليون برميل الأسبوع الماضي مقابل توقعات المحللين بارتفاعها 140 ألف برميل.
نشوب حرب
في غضون ذلك، أعربت الكاتبة إليزابيث براو في تقرير لها نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، عن خشيتها من نشوب «حرب ناقلات» جديدة في الخليج العربي، وذلك بعد التصعيد الأميركي الأخير بضرب مواقع تابعة لإيران في كل من سورية والعراق.
وقالت براو إن شركات الشحن البحري التجارية تخشى نشوب حرب ناقلات جديدة في مضيق هرمز، مشيرة إلى ما قاله المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في 31 يناير الماضي إنه «لن يكون الأمر مجرد حدث لمرة واحدة»، مضيفاً أن «أول شيء ترونه لن يكون الأخير».
وعلّقت الكاتبة بأن المضيق أصبح أكثر خطورة بكثير، مضيفة أن السفن التجارية تعتمد بشكل كبير على هذا الممر المائي الذي تسيطر إيران على أحد جانبيه وتقوم بمضايقة سفن الشحن بانتظام، بحسب «الجزيرة.نت».
ويعد مضيق هرمز ممراً مائياً بالغ الأهمية، ففي 2022 مر 21 مليون برميل من النفط عبر المضيق يومياً، وهو ما يعادل 21 في المئة من استهلاك السوائل النفطية في العالم.
حسابات دراماتيكية
وأعادت التصعيدات الحالية إلى الأذهان، أنه خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات اجتاحت الخليج العربي ومضيق هرمز ما أصبحت تعرف بـ«حرب الناقلات»، وقد كانت حرباً وحشية حيث استهدفت دول السفن التجارية بالصواريخ والألغام، وتعرضت السفن التي ترفع أعلام كل من الكويت، السعودية، قبرص، اليونان، إيران، اليابان، ليبيريا، مالطا، النرويج، بنما، سنغافورة، تركيا، المملكة المتحدة ودول أخرى للهجوم.
وقالت براو إنه إذا صعّدت إيران بشكل كبير إلى الحد الذي يؤدي إلى اندلاع حرب ناقلات جديدة فسيتعين على صناعة الشحن وشركات التأمين التابعة لها إجراء حسابات دراماتيكية، فقد أدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بالفعل إلى زيادة المخاطر التي يتعرض لها البحارة، لكن الهجمات المتزايدة على الشحن في مضيق هرمز ستكون أكثر خطورة بكثير.