تمتاز كرة القدم football بأنها رياضة مثيرة وسريعة وجذابة. تتغير فيها المواقف في مراحل المباراة مما يجعل التنبؤ بسير اللعب ونتيجة المباراة صعباً. كما أنها تمتاز ببساطة قواعدها التي ظلت مستقرة منذ عشرات السنين دون تغيير، إضافة إلى عدم تأثر اللعبة بالعوامل الجوية والجغرافية وتغيرات الطقس؛ مع إمكانية ممارستها بتكاليف قليلة وبشروط مادية غير معقدة مما أتاح للجماهير الواسعة فهمها وممارستها دونما حاجة إلى مرشد.
وقد أثبتت الكشوفات التاريخية أن الصينيين زاولوا لعبة شبيهة بكرة القدم عام 2697ق.م أطلقوا عليها اسم «تسو ـ كو» Tsu- Ghu أي ضرب الكرة بالقدم.
ثم انتقلت هذه اللعبة إلى اليابان، وأُطلق عليها اسم «كيماري» Kemari، وكانت تمارس في أثناء أداء الطقوس الدينية. أما اليونانيون فقد مارسوا ألعاباً للكرات، أبرزها «إيبيسكيروس» Episkyros؛ وهي شبيهة بلعبة الركبي الحديثة. أما الكرة فكانت مثانة حيوان مغطاة بالجلد ومحشوة بالشعر أو الريش. ولم تقتصر هذه الألعاب على أنها رياضات للتسلية؛ بل كان الأطباء يصفونها لعلاج المرضى أحياناً، وبنيت من أجل ذلك الصالات والملاعب الخاصة بها.
ونقل الرومان هذه اللعبة عن اليونانيين وأطلقوا عليها اسم «هارباستوم» Harpastum، وأصبحت عنصراً مهماً من عناصر التدريب العسكري.
وفي العصور الوسطى انتقلت اللعبة من اليونان والرومان إلى فرنسا، وفي عام 1555 انتشرت في إيطاليا، وأطلقوا عليها اسم «كالشيو» Calcio؛ وهي خليط من كرة القدم والركبي ومارسها الجنود بتشجيع من الحكام الذين كانوا يكافئون الفائز، ويعاقبون الخاسر.
مورست اللعبة في إنكلترا منذ مطلع القرن الرابع عشر؛ لكنها لم تكن بشكل لعبة كرة القدم الحالية إذ لم تكن ملاعبها محددة الأبعاد، ولم يكن قانونها واضحاً. ومعظم المباريات كانت تجري في الأسواق العامة أو في الحدائق والكنائس. وكان عدد اللاعبين يصل أحياناً إلى /500/ لاعب في المباراة الواحدة. وكان مسموحاً قذف الكرة باليد وضربها بالقدم. وكانت مباريات التحدي بين القرى في هذه اللعبة تنتهي بمشكلات ومخاطر يشارك فيها الكبار والصغار والنساء. لذا قررت السلطات المحلية في القرنين السابع عشر والثامن عشر منع مزاولة هذه اللعبة تجنباً لمشكلاتها ومخاطرها.
أما المؤرخون الإنكليز فقد ادعوا أن كرة القدم من أفكارهم وحدهم، وأرجعوا ذلك إلى حادثة تاريخية مفادها أن الدنماركيين احتلوا إنكلترا بين عامي 1016 ـ 1042م، وأن الإنكليز حاربوهم في معركة قطعوا فيها رأس القائد الدنماركي، وداسوه بأقدامهم، وأخذوا يضربونه مثل الكرة. ثم صار ذلك تقليداً قومياً علامة على الثأر والانتقام. وبعدها استبدلوا الرأس البشري بكرة مصنوعة من جلد البقر تحولت مع الأيام إلى لعبة كرة قدم، وعدوا فجر ظهور اللعبة واكتشافها هو عام 1050م، وكانوا يسمونها «ركل رأس الدنماركي»، ثم أطلقوا عليها كرة القدم، وكانوا يكتبونها fut- balle.